قصة مثل : " جزاء سنمار "
من أمثال العرب القديمة :
قصة مثل : " جَـزَاءُ سِنِمَّار ".
التعريف بسِنِمَّار :
هو رجل من رجالات الروم ، كان بنَّاءً ماهرًا ، وهو صاحب القِصَّة التي أُخِذ منها هذا المَثـل .
مورد المثل :
أصل المثـل أنَّ النعمان بن المنذر استعمل سِنمَّار ؛ ليبني له خَوَرْنَقًا (قصرًا) في الكوفة ، فبناه أجمل بِناءٍ ، وأتَّمَه أحسن تَمامٍ ، فلمَّا فرغ من بنائه بعد عشرين عامًا من العمل المتواصل ، قال سِنِمَّار : "إني لو كنت أعلم أنكم توفونني أَجْري ، لبنيته أكمل من ذلك ، ولجعلته يدور مع الشمس حيث دارت" ، فغضب النعمان بن المنذر ، ورماه من أعلى القصر ؛ لئلا يبنيَ لغيره أحسن منه ، فذهبت الحادثة مثلاً.
وقيل: إن سِنمَّار كان غلامًا لرجل يُدْعى "أحيحة بن الجلاح " ، وأنه بنى له أُطْمًا (حِصْنا مبنيّا بالحجارة) ، فلمَّا أكمله ، قال: "إني لأعرف حَجَرًا لو انْتُزع لتقوَّض من آخره " ، فطلب منه سيِّده أن يريه إياه ، فلمَّا أراه إياه ، سأله : " هل يعرفه أحدٌ غيرك " ، قال : " لا "، فرمى به من أعلى الأُطْـم .
مضرب المثل :
" جزاء سِنِمَّار" يُضرب هذا الْمَثَل لمقابلة الإحسان بالإساءة ، ومقابلة الخير بالشر ، والله علمنا أن نجازي الإحسان بالإحسان ؛ قال تعالى :"هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ" (الرحمن: 60).
وعلمنا أن نقابل السيئة بالسيئة ولكن أن نعفو أفضل ؛ قال تعالى: ﴿ وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إنَّهُ لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ﴾ (الشورى: 40).
وقد استشهد بهذا المثل أحد الشعراء فأنشد يقول :
جَـزاني جزاهُ اللّهُ شَرَّ جزائِه ** جزاءَ سِـنِمّارٍ وما كانِ ذا ذَنْـبِ
سِوى رَصِّهِ البُنْيانَ عِشْرِينَ حِجَّةً ** يُعَلِّى عليهِ بالقَراميد والسَّكْبِ
فلما رأى البنْيانَ تمَّ سموقُهُ ** وأضَ كمثلِ الطَّوْدِ ذي الباذخ الصَّعْبِ
فأَتْهمهُ من بعدِ حرْسِ وحِقْبَةٍ ** وقد هَرَّهُ أهلُ المشارقِ والغرْبِ
وظَـنَّ سِـنِمّارٌ بـه كـلَّ حَـبْـرَةٍ ** وفـاز لديـه بالـمـودّةِ والـقـرْبِ
فقالَ اقذِفوا بالعِلْجِ من فوق برجِه ** فهذا لعمرُو اللهِ من أعظمِ الخطْبِ
المراجع:
1/ "مجمع الأمثال "؛ للميداني ، (ج 1، ص 159).
2/ "جمهرة الأمثال" ؛ للعسكري ، (ص 305).
تعليقات
إرسال تعليق